عباس محمود العقاد

من هو عباس محمود العقاد

نشأت وحيات عباس محمود العقاد

ولد عباس محمود العقاد في “أسوان” سنة ١٨٨٩م في أسرة متوسطة. وكان أبوه أمينا للمحفوظات ، وقد تلقى دراسته الابتدائية في كتاب بلدته. و التحق بالمدرسة الابتدائية ، فالمدرسة الثانوية. وكان في منتهى الذكاء والمواهب منذ حداثته، وشغوفاً بالمطالعة، وطموحاً إلى نيل منزلة عالية من العلم والمعرفة. وسافر إلى القاهرة وهو في الرابعة عشرة من عمره.

    ومال إلى اللغة الإنجليزية منذ وقت مبكر، فأتقنها، ومما دفعه إلى الاهتمام المبكر بالإنجليزية. وجود جالية إنجليزية في أسوان أثناء حملة السودان، وأثناء بناء خزان أسوان. وما استتبعه وجود جالية من مجلات وصحف وكتب وما اقتضاه من وسطاء مترجمين.

الصحافة عباس محمود العقاد

 ولم يكمل تعليم  عباس محمود العقاد في المدارس والمعاهد الرسمية، بل كان منقطعاً عن التعليم النظامي، وعكف على المطالعة. فأخذ يدرس معتمداً على ذوقه ، وأتم دراسته معتمداً على ذهنه الخصب، ومطالعته واسعة الآفاق ، واتصاله برجال الفكر. تأثر العقاد أول مـا تـأثر بجريدة “الأستاذ” التي أصدرها عبد الله النديم وقد وجهته هذه الجريدة إلى الكتابة والصحافة. ودرس في هذه المدة كارليل” “ماكولي” ، “هازلت” ، “لي هنت” ، آرنولد وغيرهم من أئمة فن المقالة في القرن التاسع عشر. 

وقد زال العقاد إلى حزب الأمة الذي كان يدعو إلى الاستغلال المصري الخالص. وأراد أن يشارك في الجريدة” لسان حال ذلك الحزب. ولكن لم يجد في أسرتها التعاون والتجاوب مع الطريقة التي يريد. والمحاز إلى جريدة “الدستور” الذي يصدرها محمد فريد وجدي. وراح يحرر ليها إلى أن توقفت عن الصدور، فعاد إلى بلدته. وبعد عامين عاد إلى القاهرة ، وبدأ يكتب لمجلة البيان” التي ؟ كان يصدرها عبد الرحمن البرقوقي.

  وهناك توثقت علاقته بإبراهيم عبد القادر المازني، وعبد الرحمن شكري، وصارت هذه الصداقة مدرسة أدبية للشعر والنقد، وبنت هذه المدرسة روحاً جديدة في الشعر الغنائي، ودفعته قدما نحو تطور واسع، وكان الاتحاد في آرائه يعتمد على دراسته وذهنه أكثر من اعتماده علـىالتقليد أو النقل.

   وفي سنة ١٩١٢ م ألحق موظفاً بديوان الأوقاف. ومن عام ۱۹۱۲م إلى عام ١٩١٤م ظل يكتب فصولاً نقدية في مجلة” عكاظ”. اتجه خلال تشوب الحرب العالمية الأولى إلى التدريس في المدارس الحرة.

    وأصدر عبد الرحمن شكري ديوانه عام ١٩١٣م، فقدم له العقاد، كما قدم لديوان إبراهيم عبد القادر المازني الذي أخرجه في سنة ١٩١٤م. وهاجم هـ الاء الثلاثة المدرسة القديمة ، تصدى إبراهيم عبد القادر المازني لحافظ ابراهيم في مجلة مكانة ١٩١٤م، وتصفى العقاد لشوقي في كتاب الديوان سنة ١٩٢١م.

دواوين عباس محمود العقاد

  وأخرج عباس محمود العقاد أول ديـوان مـن دواوينــه سـنة ١٩١٦م، وتعافيت دواوينه حتى بلغت أربعة دواوين. وطبعت في سنة ١٩٢٨م مجموعة باست ديوان العقاد”. ولما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارهـا عـاد العضاء والماوس إلى الصحافة. فحرر العقاد صحفة “الأهالي التي عید . وليس الوزراء لكون لسان حاله في نهاية الحرب العالمية. برعها وحرر في الأهرام” وفي غيرها من الصحف والمجلات، ثم تعرف على سعد قلول. وأصبح كاتب حزب الوفد ولسانه في الجمهور، وكان يكتبه في جريدة” البلاغ” الوفدية.

وصل نائباً إلى البرلمان

 

 وصل نائباً إلى البرلمان الذي تشكل برئاسة سعد زغلول عام ١٩٢٦م. وقد أصدر في هذه الفترة كتابه “الحكم المطلق في القرن العشرين”.

   وشكلت آراء إبراهيم عبد القادر المازني و العقاد، وآراء هيكـل وطه حسين اتجاهـا جديداً في دراسـة الأدب. ودخـل العنصر التحليلي في النقـد والأدب ومباحثهما. وكان ذلك سبباً في ظهور ملاحق أدبية للصحف اليومية. فأخرج هيكل “السياسة”، والعقاد مجلة البلاغ الأسبوعية. ونتج عن ذلك نهضة أدبية واسعة ، وجمعت مقالاتهما في كتب، ونشرت ، فنشر العقاد “مجمع الأحياء” و”مراجعات في الأدب والفنـون و مطالعات في الكتـب والحياة” و” الفصول” ، ونقل كثيراً من الأفكار الأوربية ، وسلط عليها من شخصيته ما طبعها بطابعه الخاص.

وفي حكم إسماعيل صدقی (١٩٣٠- ١٩٣٤م) دخلت مصر في عهد استبدادي ألغي فيه الدستور، وألحياة السياسية ، فثارت ثائرة كتـاب الأحزاب ، وعلى رأسهم العقاد، وهاجم العقاد صدقي وانتقده ، فبسبب هذا الانتقاد اعتقل العقاد، وحكم عليه بالسجن لتسعة أشهر، و واصل في السجن الكفاح في سبيل بلاده، وبعد خروجه من السجن نشر كثيراً من

بحوثه ومقالاته في المقتطف” و”الهلال”. وهاجم العقاد معاهدة الصداقة” التي وقعها “مصطفى النحاس مع الإنكليز سنة 1936م في صحيفة “مصر الفتاة ، وفي سنة ١٩٣٨م انتخب عضوا في مجمع اللغة العربية، وعين جلس الشيوح ، وظل بكتب في جريدة الأساسي حتى امتنعت التلهم

موضوعات عباس محمود العقاد

كتـب عباس محمود العقاد في السياسـة، والأدب، والفلسفة، والاجتماع، والتراجم والسير، وقام بتحليل الشخصيات. وقد يحمد القارئ له صعوبة في فهم آرائه ولغته. فهو ليس بكاتب الرجل العـادي، فيحتاج القارئ إلى التعمق ، فإذا كان قادرا على ذلك وجد اللذة .

  وهو واسع الثقافة، والمطائعة، درس الكتاب الغربيين، والعرب القدماء. ومال إلى التحليل، ويجنح إلى العقل أكثر من العاطفة، وهو كثير التأليف. وكذلك كتابه في نقد الاشتراكية.

عبقريات عباس محمود العقاد

شهد العالم خلال القرن العشرين ينقلة فكرية، أهلت مظاهرها في عودة كثير من الأنباء. والكتاب إلى رحاب الإسلام. والاعتراف مـن منابعه، وقلع ما سواه. وهؤلاء الأدباء قدموا عددا كبيرا من الكتب والدراسات الإسلامية، التي الست بعمق الرؤية والتجديد في العرض عامة الهم يملكون معايير النقد الفني والأدبي، والفلسفي. فأمسكوا باسية البيان واسره بهارة عالية، ما جعل كتاباتهم لحظى بالانتشار والقبول لدى القارئ مختلف ثقافاته ومشاريه. فكتبوا من أعلام الإسلام وفرسانه الأوائل.

وحظيت شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالنصيب الأوفر، من تلك الكتابات. ولعل الحنين إلى رسول الإنسانية الأعظم صلى الله عليه وسلم لم يقتصر على الكتاب والأدباء المسلمين. فحسب بل عطام إلى غيرهم من أصحاب الملل والديانات والأجناس الأخرى، فالكاتب المسيحي نظمي لوقا كتب “محمد الرسول والرسالة”.

وقد كتب بعض الباحثين أن العقاد قد جعل من عبقرياته الإسلامية وغير الإسلامية حقلاً لتطبيق نظرياته في الفرد وشاهدا على دوره الفعال في المجتمع والتاريخ ، وقد تأثر خلال دراساته ببعض الاتجاهات الفكرية الأدبية التي تضخم الفرد والمواهب الفردية كثأثره بفلسفة شوبنهور ونيتشه التي تعطى الفرد قيمة كبيرة . وقال العقاد في سنة ١٩٦٠م جائزة الدولة التقديرية في الآداب تنويها بأعماله الأدبية.

نثر عباس محمود العقاد

برى الدكتور شوقي ضيف أن نشر العقاد لا يقرأ بسرعة ، بل يحتاج إلى تمهل وروية. وهما لا يضيعان عبثا ، بل يجد القارئ فيهما متعة. وهي متعة لا تأتي من طرافة تفكيره، وعمقه البعيد. وإنما تأتي مما يمزج كتاباته من منطق حاد. يتغلب على عقل القارئ، فيذعن ويخضع لأدلته. و كان إذا ناضل في أمر انتصر فيه ببراهينه وأسلحته المنطقية. ويقف عند رأيه كأنه حصن من الحصون، يعيش فيه ، ويعيش له، ويذود عنه زياد الأصيل عن عرضه.

العقاد كانت مثار الخلاف ، فمن شـداة الأدب مـن يـرى أن لشعر العقـاد مكانة عالية ومن أولئك د/ طه حسين، وإبراهيم عبد القادر المازني، وعبد الرحمن شكري، وعبد الرحمن صدقي، وسيد قطب ، ومنهم من رأى أن الرجل متوسط القامة في الشعر من أمثال مارون عبود، ومحمد مندور.

أسلوب عباس محمود العقاد

وللعقاد قدرة فائقة على تأدية المعاني في لفظ جزل رصين.فيه قوة ومتانة. وفي دقة تدل على سيطرة صاحبها على المادة اللغوية. وهو يصـوغ كلمه صياغة يجد فيها قارنوه اللذة، والمتعة. ويمتاز العقاد بالعمق وسعة الدراسة والثقافية والتحليل العلمي. يكاد يكـون صاحب مدرسة في الأدب الحديث.

فكان العقاد واسع الثقافة والمعرفة ، قوي الشخصية ، شديد الرأي ، واضح البيان ، رائع الأسلوب ، ومتعدد الجوانب ، فكان الكاتب السياسي والناقد المؤرخ والشاعر.

كتب العقاد

يبلغ عدد كتبه فهو ستين مؤلفاً، كلها تمتاز بحيوية التفكير.

  1. ابن الرومي : حياله من شعره
  2.  مطالعات في الكتب والحياة.
  3.  مراجعات في الآداب والفنون
  4.  يسألونك
  5.  الفصول
  6. رجعية أبي العلاء
  7.  الشيوعية والإنسانية
  8.  داعي السماء، بلال بن رباح
  9.  إبراهيم أبو الأنبياء
  10. عبقرية محمد
  11. عبقرية الصديق
  12. عبقرية عمر
  13.  عبقرية الإمام علي
  14.  عبقرية خالد
  15.  عبقرية المسيح
  16.  عمرو بن العاص
  17.  الفلسفة القرآنية

  18.  مجمع الأحياء
  19.  الحكم المطلق في القرن العشرين
  20.  عالم السجون والقيود
  21.  الله
  22.  سعد زغلول
  23. هتلر في الميزان
  24.  الحسين أبو الشهداء
  25.  الإسلام في القرن العشرين
  26.  التفكير فريضة إسلامية
  27.  لسان ذو النورين
  28. مطلع النور 
  29. المرأة في القرآن
  30. الإنسان في القرآن
  31. حقائق الإسلام وأباطيل خصومه 
  32. مـا يـقـال عـن الإسلام
  33. فاطمة الزهراء والفاطميون
  34. معاوية بن أبي سفيان في الميزان
  35. أبو نواس الحسن بن هائی
  36. جحا الضاحك والمضحك
  37. حياة قلم
  38. هذه الشجرة 
  39. أنا 
  40. سارة
  41. عقائد المفكرين 
  42. إبليس 
  43. هدية الكروان
  44. وحي الأربعين
  45. عابر سبيل
  46. أعاصير مغرب
  47. بعـد الأعاصير
  48. المسيح
  49. اليوميات 
  50. الحضارة العربية.

من ھو عمر بن أبي ربيعة                        من هو طه حسين