السيرة الذاتية للشاعرالنابغة الذبياني

من هو زهير بن أبي سلمى

هو زهير بن أبي سلمى ربيعة من مُزينة المُضرية, ولد بتجد نحو سنة ٥٣٠ ، ونشأ في غطفان، وأخذ الشعر والحكمة والترصن عن بشامة خال أيه ، وكان شيخاً مقعداً ، وغنيا برجاحة العقل والمال ، فلزمه زهير وحفظ له، كما تتلمذ لزوج أمه اوس بن حجر. وكان شاعرا وحكيما و أشهر شعراء العرب في العصر الجاهلي ،وأحد ثلاثة المقدمين على سائر شعراء العرب، وهم امرئ القيس والنابغة الذبياني، فقد أمتاز زهير بما في نظمه من الحكمة البالغة وكثرة الأمثال مع القدرة على المدح، وهو لا يعاظل في الكلام ويجتنب وحشي الكلام. واتخذ طريقته في الشعر.

قبيلةوأسرة زهير بن أبي سلمى

اسمه زاهر بن أبي سلامة ربيعة بن رياح مازني، والده ينتمي إلى قبيلة المزنة. في عصور ما قبل الإسلام، كانت بني عبد الله بن غطافان مجاورة لها، حيث عاش في الحجر في نجد، شرق المدينة.ولد زهير بن ابي سلمى في الحاجر في نحو عام ٥٢٠م.

ليس بين أيدينا شيء واضحا عن نشأة زهير سوي أنه عاش في منازل بني عبدالله بن غطفان وأخواله من بني مرة الزبيانيين، وفي كنف خاله بشامة بن الغدير ، كان رجلاً عاجزًا ، عاقلاً ، حكيمًا ، اشتهر برأيه ، وجودة الشعر ، ووفرة الثروةز 

عاش زهير في سعة من المال وكان وقورا نبيلا،و لعل ذلك جعل شعره خاليا من الفحش ويبدو أنه كان يؤمن باليوم الآخرة، ومافيه من العقاب والثواب. إتصل الشعر في بيئته اتصالا لم يعرفه شاعر جاهلي آخر، حتى نستطيع ان نقول:أنه عاش للشعرز

تروج أم أوفى ، وإذ لم يكن له منها أولاد طلقها واقترن بكبشة التي أنجبت له شاعرين هما كتب ويُجير

وانقطع زهير لسيد شريف اسمه هَرم بن سينان، فتحه وتغنى بكرمه وحبه للخير والسلام ، وتوسطه بالصلح بين قبيلتي عبس وذبيان في حرب السباق ، وقد أغدق عليه هرم العطايا.

وتوقي زهير نحو سنة ٦٢٧ وله من العمر نحو ٩٧ سنة قضاها رزيناً حكيماً داعياً إلى الخير والصلاح منصرفاً إلى الحقِّ بكل جوارحه. وكان رجل العقل والاتزان بكره الحرب والمناوشات القبلية، ويدعو الى الترصن والتعالي عن الأحقاد والتقاليد البدوية ، تبيح الغزو ، وتفتح باب النزاعات والخصومات واسعاً. الي

قال ابن قتيبة : إن زهيراً كان يتأله ويتعفف في شعره ؛ وقد نظر إليه المؤرخون نظرة احترام، ونظر إليه أبناء زمانه نظرة تجلة ، وانقاد له أبناء قبيلته على أنه سيد من أسيادها .

أدب زهير بن أبي سلمى

دیوانه 

لزهير ديوان طبع في لندن سنة ۱۸۷۰ ، ثم طُبع في ليدن سنة ۱۸۸۸ شرح الأعلم الشمري، ثم في مصر ۱۳۲۳هـ . وقد انطوى على مدح لهرم بن سنان وأيه وقومه ، ومدح للحارث بن عوف، كما انطوى على بعض الهجاء والفخر . وأشهر ما فيه المعلقة

معلقته ومضمونها 

معلقة زهير ميعية من البحر الطويل تقع في نحو ستين بيتاً، نظمها الشاعر عندما تم الصلح بين عبس وذيان . حرب السباق ، وقد مدح فيها المصلحين، وحذر المتصالحين من إضمار العقد، وهكذا رمى الى مدح هرم بن سينان والحارث بن عوف اللذين تمثلا ديات القتلى في تلك الحرب، وحقنا الدعاء بين المقاتلين فأفتح كلامه بالوقوف على الأطلال جرياً على عادة الأقدمين،

ثم انتقل إلى مدح المصلحين ، وتطرق الى الصلح فيين أنه سبيل المنامة في العيش إذا كان صادقاً ، وبين أن الحرب شر ووبال، ثم نثر حكماً جعلها قاعدة السعادة وطريق الوفاق.

منزلته الأدبية

طارت لزهير بن أبي سلمى شهرة واسعة في عالم الأدب والسياسة. قال ابن عباس : خرجت مع عُمر ابن الخطاب) في أول غزاة غزاها ، فقال لي ذات ليلة : يا ابن عباس : أنشدني لشاعر الشعراء. قُلتُ : ومَن هو يا أمير المؤمنين؟ قال : ابن أبي سلمى . قلت : وبِمَ صار كذلك ؟ قال : لأنه لا يتبع حوشي الكلام، ولا يُعاظِلُ من المنطق ، ولا يقول إلّا ما يعرف، ولا يمتدح الرجل إلا بما يكون فيه

وزهير بن أبي سلمى من أشد الشعراء الجاهلين دقة في الوصف، واستكمالاً للصورة الحسية بطريقة متسلسلة ترضي العقل والخيال معاً.

زهير من معلقه 

يدو لنا زهير من خلال معلقته شيخاً شبع من الأيام، وحكيماً تفهم قيمة الحياة ومعناها ، لا تطفى عليه عاطفة جموع، ولا يثور به خيال صبياني، فهو هادي السرب، يقوده عقل نير وبصيرة واعية، فيتخِذُ العادات العربية النبيلة نبراساً، في ظل حياة مادة سعادتها في هدوئها وسلامها. وهو ينصب نفسه حكماً ومرشداً في قومه ، يشجع المصلحين ويدعو الى التفاهم.

الناحية الفنية في المعلقة

معلقة زهير شأن سائر المعلقات، خالية من الوحدة التأليفية وإن اقتربت من تلك الوحدة وكادت ترمي الى هدف واحد هو الإصلاح، وهي نمرة الشيخوخة العاقلة الواعية التي تجمل للعقل والرزانة والتروّي المحل الأول في كلِّ شيء.

١- الغزل 

غزل زهير في . معلقته هو ذكرى تنتفض من بعد عشرين حجةً ، هو حب تذكاري، ولهفة تخذ من الماضي السحيق بعض القوة ، هو اصطناع للحب، وهو تعرف الى ديار الحبيب، وهو سلام، وتتبع بالنظر مصطنع ، وهو رصانة تنتج عن انطفاء الشيخوخة ، فما في أحبائه إلا وملهى للطيف ومنظر أنيق لعين الناظر المتوسم .. وهكذا كان الحب عنده رسالة، وكانت المسافة رسالة الغرام والتوسم انفجار العواطف. وهكذا كان غزله جامداً يسيطر عليه العقل ويقود فيه العاطفة والخيال إلى ما يُريد وبقدر ما يُريد.

٢- المدح والصح

وينتقل زهير بهدوه الى موضوعه الأساسي : أعني الإصلاح فيمدح وينصح، وإذا في مدحه قصد واعتدال، وكاني بزهير يقول للمحسن : أحسنت ! … عافاك ! …. وذلك بلا غلو ولا كذب. ويعتمد زهير على خبرة الأجيال فيبين للممدوح نتائج العمل الصالح من عظمة وتقدير واحترام ، وأوصافه في ممدوحه لا تخرج عن نطاق مقومات الشرف العربي الجاهلي، وهو في ذلك يشير باهتمام إلى ما يرجع بالخير على المجتمع القبلي.

ولهجة زهير في النصح لهجة الشيخ الذي يحاول الانفعال ويحاول التشديد في الكلام، فيشدد في إظهار نتائج الحرب وقبحها ، ويشدد في تجسيم الحرب وتشخيص الهول ، ويجعل كلامه محسوساً ملموساً مقنعاً بأسلوبه الخطابي وإيراد البرهان التجسي الحسي، وإضافة التخويف إلى التجسيم ، وزيادة بعض الفلم في التصور. وكأني بالشاعر مرتجف الصوت قويه ، يرسله نبرات خير وإرشاد وهداية من غير ما خروج عن رصانته وتعقله وحسن الختياره لصوره الحسية ولألفاظه الدقيقة الأداء.

إلا أن في وصف الحرب وفي ما هنالك من استطراد تشيهي ما يبعث على بعض الاشمئراز. فإن هذا الوصف على ما فيه من تجسيم وتصوير حسي، يتضاءل أمام الذوق الفني ويكفهر أمام مقاييس الجمال الأدبي، فهو يخلو من الروعة وإن لم يخل من الأثر الحقيقي في قلب البدوي.

الحكم 

وكأني بزهير يختم قصيدته بطائفة من الحكم ليزيد من مدحه ومن أسدى إليه النصح ثباتاً وعقيدة، وكأني به يريد أن يسن دستوراً للحياة يصب فيه عصارة معارفه وخلاصة خبرته . ثم ينثر أفكاره وإذا هي نظريات صادقة في الحياة وحسن التصرف فيها ، وهو يذكر الواجب وما ينتج عن الإهمال في القيام به، وكأني بزهير يقيم البرهان على ما يقول بذكر النتيجة وهو يكتفي بهذا البرهان جرياً على عادة الأقدمين في الإيجاز واللمح في التعبير.

١. حكمة عقل وخبرة 

حكمة زهير وليدة الزمن والاختبار والعقل المفكر الهادي الذي يتطلع الى الحياة تطلع رصانة وتقيد بسنن الأخلاق الخاصة والعامة. وهكذا فالشاعر رجل المجتمع الجاهلي الذي يؤمن بالآخرة وثوابها وعقابها ، ويؤمن بأن الحياة طريق الى تلك الآخرة ، وبأن الإنسان خلق لكي يعيش في مجتمع يتفاعل وإياه تفاعلاً إنسانياً بعيداً عن شريعة الغاب ، وبعيداً عن القلق والاضطراب وهكذا فزهير ابن الجاهلية وهو ابن الانسابية أيضاً، يعمل على التوفيق بين الروح الجاهلية والنزعة الانسانية في میل سعادة فردية واجتماعية

الحل السلمي خير من الحل الحربي

وقد شهد زهير حرب السباق وتطاحن القبائل، ورأى أن الحروب من أشد الويلات على الانسان فكرهها كرهاً صادقاً ، وسعى في أمر الصلح، وامتدح المصلحين، وندد بالمحرضين على استخدام قوة السلاح

بنت زهير بن أبي سلمى

يت زهير عريق في الشاعرية ،كان أبوه شاعرا،وكان خاله شاعرا،وأختها سلمي وخنساء كانتا شاعرتين،وأبنائه كعب و بجير كانا شاعرين أيضا، وذلك ما لم يكن لغيره،

تزوج زهير من امرأة أغلب اسمها ليلى ، وكنيتها أم اوفي، وأنجبت ليلي عدة أولاد ،ماتوا جميعًا صغارً،فطلقها. وتزوج من كبشة بنت عمار بن سليم  من بني غطفان ، وأنجب منها ثلاثة أبناء كعب وبجير وسلمى ، وتوفيت سلمى في حياته

خصائص شعر زهير بن أبي سلمى

وكان زهيرتفوق  في المديح وفي الحكمة خاصة ،وكان زهيراعتمد على اوس بن حجر في كثير من شعره ،فكان كثير التنقيح والتهذيب له حتى زعموا أنه كان ينظم القصيدة في أربعة أشهر، وينقحها في أربعةأشهر، ثم يعرضها علي أصحابه في أربعة اشهر،فيتم له ذالك في حول (عام) كاملا لديه أربع قصائد طويلة من هذا النوع 

وهو كما علمت أحد الثلاثة الفحول، وفي الناس من يفضله على امرئ القيس والنابغة، لان شعره يمتاز بصدق اللهجة و خلوه من الحوشي والتعقيد، وبعده عن سخف القول وهجرا الحديث ،وهو واحد من الشعراء في إجادة المدح و ضرب المثل وإرسال الحكمة،وزهير من عبيد الشعر الذين تعملوه ونقحوه كان هناك الكثير من الحكمة في شعر زهير وأحياناً توالت في قصائده.

كان زهير مفكرًا مُجمعًا ، تقيًا ، مسالمًا ، مؤثرًا ، مؤمنًا بالله ويوم القيامة ، وقد شهد على ذلك في معلقته.

وفاة زهير بن ابي سلمى

عمر زهير حتى نيف على المائة كما يؤخذ من قوله توفي قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة ، واسلم ابناه كعب وبجير.

1 thought on “من هو زهير بن أبي سلمى”

  1. Pingback: من هو الشاعر الأعشى ميمون بن قيس | نبذة الشاعر الأعشى ميمون بن قيس | الدیوان

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top