الخنساء

من هى الخنساء

هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد الشاعرة المشهورة التي أجمع أهل المعرفة بالشعر أنه لم تقم قبلها ولا بعدها امرأة مثلها في الشعر. وأكثر شعرها في رثاء أخويها صخر ومعاوية، وكانت قبل ذلك تقول الشعر النذر . وأدركت الإسلام وأسلمت. وتُكنّي أم عمرو،و الخنساء لقبٌ غلب عليها وهي الظبية من هى الخنساء

عصر الخنساء

الحديث عن عصر الخنساء الذي يبدا في الجاهلية بين الوثنية، فقد عاشت تماضر بنت عمرو بن الحارث شطرا من حياتها في الأخريات العصر الجاهلية لم تسلم الا بعد ان قامت على اختتام حياتها الفنيه بوجه خاص، ومن اجل ذلك يُنتسبها فنيا الى عصر الجاهلية.
واذا حق إنما كانت حياتها بعد قبول الإسلام قد امتدّت سنين عددا. لهذا مؤرخي الاعلام ان يسلكوها في اعداد المخضرمين، فان المؤرخ الأدب يعدواها في اعداد الجاهلية الخالصة.

فقال ابن قتيبه : ‘وهي جاهلية كانت تقول الشعر في زمن نابغة الذبياني‘.

الخنساء ودريد بن الصمة

اخبر جامع ديوان الخنساء (نسخة حلب96م154ب18) وصاحب الأغاني ( 119) وابن قتيبة في كتاب الشعر والشعراء(105) وغيرهم قالوا: ان دريد بن الصمة مر بالخنساء بن عمرو وهي تهنأ بعيرا لها وقد تبذلت حتى فرغت منه ثم اغتسلت ودريد يراها وهي لا تشعر به فأعجبتْهُ فانصرف الى رحله وأنشا يقول

“حيّوا تماضر واربعواصحبي
وقفوا فإنّ وقوفكم حسبي
اَخُناس قد هام الفؤادُ بكم
واصابَهُ تبل من الحب
ما إن رايتُ ولا سمعتُ به
كاليوم طالي أَينُقٍ جربِ
متبذلاً تبدو محاسنُه
يضع الهناءَ مواضع النَّقبِ
متحسرًا نضحَ الهناء به
نضحَ البعير بريط العُطب
فسَليهم عني خناسُ اذا
عضَّ الجميعَ الخطبُ ما خطبي”

فلما اصبح غدا على ابيها فخَطبها إليه فقال له ابيها: “مرحبا بك يا أبا قرة إنك للكريم لا يُطعن في حسبه والسيِّد لا يرد عن حاجتِه والفحل لا يقرع أنفه. ولكن لهذه المرأة في نفسها ما ليس لغيرها وأنا ذاكرك لها وهي فاعلة. ثم دخل إليها” وقال لها: “يا خنساء اتاك فارس هوازن وسيد بني جشم يخطبكِ وهو ممن تعلمين (ودريد يسمع قولهما) فقالت يا ابت اَتراني تاركة بني عمّي مثل عولي الرماح و ناكحة شيخ بني جشم هامة اليوم او غدٍ. فخرج إليه أبوها فقال: يا أبا قرّة قد امتنعتْ ولعلها أن تجيب فيما بعد فقال قد سمعتُ قولكما وانصرف .”

 اولادها وأزواجها و أخويها

اولاد وازواج

قال ابن قتيبة (105) وصاحب الأغاني (83:13) وديوان برلين(18) فلما ردت الخنساء دريدا خطبها رواحة بن عبد العزيز السلمي ثم مات. فتزوجها عبد الله عبد العزى من بني خفاف فولدت له عبد الله بن العزى ويكنى أبا شجرة.

ثم خلف عليه مرداس بن أبي عامر السلمي فولدت له العباس ويزيد وحزن (قيل معاوية) وعمراً وسراقة وعمرة.

قال في الأغاني: بنوا مرداس كلهم من الخنساء بنت عمرو بن الشريد،وكلهم كان شاعرا .وعباس أشعرهم وأشهرهم وأفرسهم وأسودهم ومات في الاسلام .

إخوان الخنساء

وللخنساء إخوان معاوية وصخر وقال بعضهم (ديوان حلب 94) أن صخرا كان أخاها لأبيها ومعاوية لأبيها وأمها(لم نر في غير هذا الكتاب ما يؤيد هذا القول. وفي شعر الخنساء دلائل تنقذ ذلك فإنها كثيرا ما تدعو اخاها صخرا بإبن أمها) وكان يقال لمعاوية فارس الجون. والجون من الاضداد يقال للأسود والأبيضوكان صخرا أحبهما إليها لأنه كان حليما جواداً محبوبا في العشيرة شريفا في قومه

مقتل أخويها صخر ومعاوية

ورد في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه:” أنّ الخنساء من شعائر العرب المعترف لهن بالتقدم وفي تعد من الطبقة الثانية في الشعر.وأكثر شعرها في رثاء أخويها معاوية وصخر وذلك أن معاوية قُتِل في يوم حورة الاولى نحو سنة(612م) قَتَله هاشمُ بن حرملة المُري.

ثم قام صخر بعده وتولى إدراك ثأر أخيه. وقَتَل دريد أخا هاشم بن حرملة وقتل عمرو بن قيس الجشمي هاشماً قاتل معاوية.

ثم خرج صخرا إلى غزو بني أسد بن خزيمة فأصاب فيهم غنائم وسبْيا في يوم كلاب. وقيل في يوم ذي أثَل لكنه حمل عليه ربيعة بن الثور فطعنهم في جوفه طعنة جوي منها،ومرض قريبا من حول حتى مات. فاخذت الخنساء تنشد القصائد في أخويها

إسلام الخنساء

قال صاحب الخزانة(207:1 )وابن العربي في المسامرات(322:2) والشريشي (253:2)والبلوي في كتاب الف باء (31:1).”عمّرت الخنساء طويلا حتى بلغت الاسلام، فقدمت الخنساء مع قومها من بني سليم على رسول الله المسلمين واسلمت معهم .

فانشدها محمدا فانشدتْهُ فاُعجب بشعرها وهو يقول :هيأ يا خنساء .ثم انصرفت وهي لم تدع ما كانت عليه من تسلّبها

شهادة أبنائها الأربعة

لما شبت نيران الحرب بين المسلمين والفرس حظت أولادها على اقتحام نيران القتال في موقعة القادسة 638م وأوصتهم :”يا بني إنكم أسلمتم طائعين.وهاجرتم مختارين .واللّه الذي لا اله الا هو أنكم لبنوا رجلٍ واحدٍ كما أنكم بنو امرأةٍ واحدةٍ ما هجنت حسبكم. ولا غيرت نسبكم. واعلموا أنّ الدار الآخرة خير من الدار الفانية.
إصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا اللّه لعلكم تفلحون.
فاذا رأيتم الحربَ قد شمّرت عن ساقها. وجلَّلَت نارًا على أَروقها .فتيمَّموا وطيسها .وجادلوا رئيسها. تظفَروا بالمَغنم والكرامةفي دار الخلد والمقامة.”

فلما أضاءَ لهم الصبح بادروا مراكزهم فتقدَّموا واحدًا بعد واحدٍا ينشدون اراجيز يذكرون فيها وصية العجوز لهم حتى قُتِلوا عن آخرهم.

فبلغها الخبر فقالت:” الحمد للّه الذي شرّفني بقتلهم وأرجوا من رّبي أن يجمعنِي بهم في مستقرِّ الرحمة. وكان عمر بن الخطاب يعطيها ارزاق بنيها الأربعة ( وكان لكل منهم مائتا درهم) حتى قُبِض.

 وفاة

وكانت وفاةھا في زمن معاوية بالبادية نحو سنة 50للهجرة 670للمسيح

من ھو جميل بن معمر

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top