عدي بن زيد
عدی بن زید

من ھو عدي بن زيد

سيرة ذاتية لعدي بن زيد

عدي بن زيد، الشاعر الذي تلألأ كنجم ساطع في عالم الشعر العربي، ولد في مدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية حوالي سنة 569 ميلادية. بدأت حياته في بيئة غنية بالتقاليد الأدبية والشعرية، حيث كان والده زيد شاعرًا مشهورًا، ومنه انتقلت إليه محبة اللفظ والبيان.

بدايات وتعليم عدي بن زيد

نشأ عدي بن زيد في بيئة تمزج بين الثقافة البدوية والأدب الفصيح. تلقى تعليمًا شاملًا في اللغة العربية وأساليبها الشعرية. تأثر بشدة بالأمثال الشعبية والقصائد الشعبية التي كانت تسرد له في صغره.

هو عدي بن زيد بن حماد بن أيوب التميمي العبادي”. وهو ينتمي الى بيت من البيوتات القديمة في الحيرة ، وقد تأدب أبوه في قصور ملوك فارس ، وحكم الحيرة بضع سنين بعد موت النعمان الأول الى أن جلس ابنه المنذر على العرش. ولما كره أهل الحيرة المنذر ليُخلِهِ وجَشَعِه تولي له تصريف الأمور المدنية . أما ابنه عدي فقد نشأ مع ابن أحد المرازية على طريقة نبلاء فارس ، ثم عاش في بلاط الأكاسيرة بالمدائن ، وقربه الملك كسرى بن هرمز أي كسرى أبرويز ، وجعله ترجمانه وكاتبه بالعربية ، وقيل إنه بعثه في سفارة الى القسطنطينية ، وقد مرَّ بدمشق وقال فيها أوّل شعره. ولما عاد الى الحيرة أخذ يتنقل بينها وبين المدائن .

ولما أشرف المنذير على الموتِ أوصى عَدِيّاً بابنه النعمان . ولما قُتِلَ عمرو بن هند أشار عدي على ملك الفرس بتولية النعمان بن المنذر على العرب ففعل. ولكن الأمر لم يرق بني مرينة الذين كانوا يعاونون غير النعمان من أبناء المنذر ، فراحوا يوغرون صدر النعمان عليه ويزعمون له أن عدياً يدعي السيطرة عليه ويقول انه هو الذي أوصله إلى العرش. فأرسل إليه النعمان، وهو في بلاط كسرى، يطلب زيارته له ، ففعل عدي. وما إن وطى بلاط النعمان حتى أمر هذا بحبسه . ولما بلغ كسرى خبر سيجنه أرسل رسولاً الى الحيرة ليطلقه فوجده مقتولاً. وكان ذلك نحو سنة ٥٩٠م.

إنجازات الشعرية لعدي بن زيد

عرف عدي بن زيد بشعره الرائع الذي امتزج فيه بين العاطفة والفلسفة. كتب قصائد تجسدت فيها المشاعر والأفكار بأسلوب سلس وعميق. من أبرز إنجازاته قصائده الشهيرة، ومنها “المعلقات السبع” حيث أسهم بإضافة قصيدته الخاصة التي تعد واحدة من أبرز أعمال القصيدة الجاهلية.

۱ :- لعدي بن زيد شعر خمري قاله في صباه. وأشهر ما له حِكَمُهُ وزهديّاته . وجاء في الأغاني أنه نظم قصائد كثيرة في سجنه وأرسلها الى النعمان معاتباً معتليراً وكان الأصمعي وأبو عبيدة بقولان : ( عدي بن زيد في الشعراء بمنزلة سهيل في النجوم يعارضها ولا يجري مجراها ..

۲ :- الحكم : ممّا يُروى أن عديّاً كان يصحب النعمان في رحلات الصيد. وفي إحدى هذه الرحلات نزل النعمان ومعه عدي بن زيد في ظل شجرة عظيمة ليلهو ، انتقال عدي : أتدري ما تقول هذه الشجرة ؟ قال : لا ! قال : تقول :

رب شرب قَدْ أَنا حُوا عِنْدَنَا        يَشْرَبُونَ الخَمْرَ بالماء الزلال

ثُمَّ أَصْحَوا لَعِبَ الدَّهْرُ بِهِمْ       وكذالك الدُّهْرُ حالاً بَعْدَ حَالَ

 ومثل هذا الخبر كثير في كتب الأدب، وكلّه يشير الى مقدرة عدي بن زيد في الوعظ والتزهيد بأمور الدنيا . ومن أشهر شعره في الوعظ والحكم قوله من قصيدة نظمها في السجن ووجهها الى النعمان أبي قابوس:

أيها  الشامِتُ  المُغَيِّرُ  بالدَّهْرِ،  أ أنت   المرأُ  الْمَوْفُورُ؟

أم لديكَ اَلْعَهْدُ الْوَثِيقُ مِنَ الأَيَّامِ، بَلْ أَنْتَ جَاهِلٌ مَغْرُورُ

من رأيتَ الْمَنُونَ خَلَّدْنَ أَمْ مَنْ ذَا عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يُضَامَ خَفِيرُ

این کسیرى ، كسرى المُلُوكِ أَبو سَاسَانَ، أَمْ أَبْنَ قَبْلَهُ سَابُورُ؟

والقصيدة طويلة تدور حول التذكير بملك الماضين من فرس وروم، وأصحاب القصور الفخمة التي عمروها ولم يدعهم ريب المنون آمنين فيها ، فذهبوا جميعاً. واعدي شعر كثير كهذا في الوعظ والتذكير، وفيه من المعاني ما بعد صوراً صادقة للحياة الروحية بين رهبان المسيحية في العصر الجاهلي، وهي حياة قريبة الشبه من حياة زهاد المسلمين في أواخر القرن الأول وما بعده.

وهكذا أثرت الروحانية المسيحية في شعر هذا الشاعر ، وصَبَغَته بصيغتها ، فجاء على خلاف شعر الجاهلية، شعراً روحياً فيه وعظ وتذكير ، ودعوة الى العمل لما بعد الموت ، واعتراف بالحساب والجزاء ، ووجود إله قادر عالم بسرائر خلقه ؛ وفيه تناول لأحوال النفس الإنسانية وخصائصها ، وبيان لطرق علاجها وكيفية التخلّص من ربقتها وسلطانها. وفيه أيضاً حكمة تشتمل على نظرات في أمور الحياة والناس، تقسيم بالدقة – بعض الشيء أكثر مما تتّسم بها حكمة الشعراء الآخرين ..

مساهمات عدي بن زيد في الأدب العربي

عدي بن زيد لم يكتف بكونه شاعرًا بارعًا، بل قام بدور كبير في تطوير اللغة العربية وتثقيفها. كان من أوائل الشعراء الذين استخدموا اللغة العربية بأسلوب مبتكر، مما أثر إيجاباً على التطور اللغوي في العربية.

الموضوعات والأساليب عدي بن زيد

تنوعت موضوعات شعره بين الحب والطبيعة والوجدان الإنساني. كان يمزج بين الجاذبية العاطفية والفلسفة، ما جعل أشعاره غنية بالعواطف والأفكار العميقة. اتسم شعره بالبساطة والجمالية في الأسلوب.

: أسلوب عدي أسلوب السذاجة، وكلامه سهل لينته الحاضرة وجَعَلَتْ بعضه ناعم الجَرْس رائع التشبيه والتصوير ، بعيداً عن كل تعقيد ؛ وهذا اللين ينحدر أحياناً الى الركاكة. وإنك لتشعر أن لغة ابن زيد تثاقل أحياناً ، وأن الشاعر لا يملك ناصية القوافي فلا تنقاد له ، ولا يُقلبها كما يشاء ، ولهذا كله لم يعده العلماء الأقدمون حجة في الشعر

السياق التاريخي والثقافي

عاش عدي بن زيد في فترة انتقالية هامة في تاريخ العرب، حيث كانت المجتمعات القبلية تتحول تدريجياً إلى مجتمعات مدنية. كان شاهدًا على هذا التحول، وكتب قصائد تعبر عن التوترات والتحديات التي واجهت المجتمع العربي في ذلك الوقت.

إرثعدي بن زيد

عدي بن زيد يعتبر واحدًا من أعظم الشعراء في التراث الأدبي العربي، وأعماله مصدر إلهام للأجيال اللاحقة من الشعراء والأدباء. يظل شعره وإرثه الثقافي حاضرًا حتى اليوم كشاهد على عظمة الشعر العربي وعلى تأثيره العميق على الثقافة والأدب العربيين.

من ھو جميل بن معمر            من هو الشنفرى